علي وباسل.. شابان لبنانيان تحدّيا الظروف بعربة طعام!

كتبت آية عميرات لـ”ليبانون نيوز”:

مع تدهور الأوضاع الاقتصادية، وتفاقم الصعوبات المعيشية، وجد العديد من الشبان اللبنانيين أنفسهم مضطرين للتخلّي عن طموحاتهم، والبحث عن وسيلة تقيهم شرّ الفقر وتؤمن لهم القوت اليومي.

علي علوية(31 عاماً) ، هو نموذج من هؤلاء الشباب، وبعدما فقد الأمل بالحصول على وظيفة محترمة، قرر بيع الوجبات السريعة فجرّ عربة أسماها “Magnifico food truck”.

وعن هذه التجربة يتحدث علي لـ”ليبانون نيوز” قائلاً: “هذا مشروعي الصغير وخلال شهر ونص استطعنا ترك أثر إيجابي في السوق”.

وفيما لم يستبعد علي فتح فروع أخرى في أكثر من منطقة، أوضح في المقابل أنّ الهجرة كانت بالنسبة إليه حلماً، لكنّه بعدما بدأ بمشروع عدل عن الفكرة معلّقاً “عندما فتحت المطعم كان هدفي إيصال فكرة مختلفة عن أكل الشوارع، وعن المحافظة على النظافة والصحة، وحققت ما أريده”.

أما عن باسل نعمة (31 عاماً) والذي لم يكمل تعليمه في جامعة الـ”LIU”، ويمتلك “توك توك” لبيع الوجبات المكسيكية في ضاحية بيروت الجنوبية، فيقول لـ”ليبانون نيوز”: “في العام 2019، أطلقت عربة Tuc Taco، وتحديداً قبل الأزمة بشهر واحد.

ويوضح أنّ هذا المشروع كان حلماً قديماً، ولكنّه لم يستطع أن يحققه ولم يتمكن من فتح متجر بسبب الأوضاع الاقتصادية، فاتجه إلى الـ”توك توك”، مضيفاً: “أنا وزوجتي نعمل في هذه العربة، مع العلم أنّ الطبخ هو هوايتي وأضع فيه مهاراتي الخاصة، وأعمل دائماً على ابتكار أفكار جديدة تجذب الزبائن”.

ووفق باسل فإنّ الفكرة الماخوذة عن أكل الشوارع في لبنان “ظالمة”، لافتاً إلى أنّ هناك العديد من الأشخاص الذي يعملون ضمن معايير صحية ويقدمون طبقاً لذيذاً.

وعلى خلاف علي، فإنّ باسل لم يفكر بالهجرة، مؤكداً: “أريد العمل في بلدي وتحقيق حلمي هنا، وحالياً فكرة الهجرة بعيدة”.

إلى ذلك يختم باسل بتكرار الحكمة التي يؤمن بها، ألا وهي: “مهما كان القادم مجهولاً افتح عينيك للأحلام والطموح فَغداً يوم جديد وغداً أنت شخص جديد وإن الزعم بأن طموحات الإنسان، وأحلامه؛ هي أكبر من قدراته، إنما هو وهم. فغالباً ما يكون الطموح أعظم من جرأة صاحبه، وأكبر من إرادة الفعل لديه”.