لتدمير أهداف روسية في أوكرانيا.. صواريخ “هيمارس” الأميركية تضرب بـ “دقة عالية”

كتبت
Aya Hamdan
تطالب أوكرانيا باستمرار بالحصول على أنظمة صاروخية بعيدة المدى من الدول الغربية، وأهمها دول حلف الناتو.
لكن هذا الطلب، وأيضا الحصول على طائرات مقاتلة، تم تجاهله باستمرار، على الرغم من الإلحاح الأوكراني، والسبب بحسب تصريحات المسؤولين الغربيين هو تجنب التصعيد مع روسيا، ونقل الحرب إلى خارج حدود أوكرانيا.
Advertisement
وعلى وقع تقدم الدبابات الروسية في مدينة وسط سيفيرودونيتسك التي تتعرض للقصف منذ أسابيع، كتب ميخايلو بودولياك، مستشار الرئاسة الأوكرانية على تويتر “بعض شركائنا يتجنبون إعطاء الأسلحة اللازمة خوفا من حصول تصعيد. تصعيد، حقا؟ تستخدم روسيا الأسلحة غير النووية الأثقل وتحرق الناس أحياء. قد يكون آن الأوان لتسليمنا قاذفات صواريخ بعيدة المدى.”
وفي تطور لافت، أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستمنح أوكرانيا أنظمة صواريخ متقدمة يمكنها ضرب أهداف روسية في أوكرانيا بدقة عالية، وهذا ما تحتاجه كييف لمواجهة التصعيد الروسي على أراضيها.
ad
وقال بايدن في مقال بصحيفة نيويورك تايمز “سنزود الأوكرانيين بأنظمة صاروخية أكثر تطورا وذخائر، مما سيتيح لهم أن يصيبوا بدقة أكثر أهدافا أساسية في ميدان المعركة في أوكرانيا”، من دون أن يوضح عن أي نوع تحديدا من الأنظمة الصاروخية يتحدث.
الغرب يزود أوكرانيا بأسلحة جديدة “تتيح ضرب أهداف بعيدة”
بايدن: سنزود أوكرانيا بأنظمة صاروخية لضرب أهداف روسية رئيسية
وأضاف “لا نسعى لحرب بين الناتو وروسيا”، مشددا أنه “طالما لم تتعرض الولايات المتحدة أو حلفاؤنا للهجوم فلن نشارك بشكل مباشر في هذا النزاع”.
صواريخ “هيمارس”
والثلاثاء، أنهى مسؤول أميركي وصفته وكالة فرانس برس بـ”الكبير” التكهنات بشأن نوعية الصواريخ التي ستزود الولايات المتحدة بها أوكرانيا.
وقال المسؤول إن بلاده ستزود كييف براجمات صواريخ من طراز “هيمارس” قصيرة المدى.
وهيمارس هي راجمات صواريخ تركب على مدرعات خفيفة وتطلق صواريخ موجهة ودقيقة الإصابة.
وقال المسؤول إن الصواريخ التي سترسلها الولايات المتحدة إلى كييف يصل مداها إلى 80 كلم فقط، علما بأن لدى الجيش الأميركي صواريخ من نفس النوعية يصل مداها إلى مئات الكيلومترات.
وأضاف “هذه الأنظمة ستستخدم من قبل الأوكرانيين لصد التقدم الروسي على الأراضي الأوكرانية لكنها لن تُستخدم ضد الأراضي الروسية”.
ما هي منظومة هيمارس؟
Online Jobs from Lebanon. Salaries May Surprise You
Online Jobs from Lebanon. Salaries May Surprise You
AskMoney | Sponsored
credit icon
تقول الشركة المصنعة للمنظومة، لوكهيد مارتن، إن نظامها “للصواريخ المدفعية عالية القدرة على التنقل يعطي قدرة إستراتيجية تعمل على تحسين القدرات الدفاعية مع تقليل تكاليف المهمة الإجمالية”.
ويتكون السلاح من قاذفة تحمل ست صواريخ، مثبتة على ظهر عربة مدرعة دوار ليمنح الصاروخ إمكانية الإطلاق في محيط دائري.
وتقول الشركة إن سلاحها “الأكثر تقدما تقنيا” من نوعه في العالم يوفر ” بساطة في التدريب واللوجستيات والتنسيق”، مع قوة ردع كبيرة بسبب دقته الهائلة.
ويطلق القاذف صواريخ من نوع TACMS أو GMLRS وهو مصمم ليطلق كل الصواريخ من “عائلة MLRS” كما تقول الشركة.
ويشمل ذلك المجموعة الكاملة من صواريخ GMLRS،و صاروخ Precision Strike (PrSM).
ويبلغ مدى صواريخ TACMS نحو 190 ميلا (نحو 300 كيلومتر) فيما يبلغ مدى صواريخ GMLRS نحو 90 ميلا.
ويمكن نقل العربة التي تحمل القاذفة على طائرات الشحن العسكرية الأميركية العادية، كما إنها مجهزة بأنظمة تصويب وإطلاق دقيقة ولا تحتاج إلى كوادر كثيرة لتشغيلها.
وتقول الشركة إن المنظومة قادرة على إطلاق صواريخ يتراوح مداها بين 15 و 499 ميلا.
ويقول مايكل ويليامسون، نائب رئيس لوكهيد مارتن لشؤون الصواريخ، إن تصميم القاذف يوفر قدرة فريدة على إطلاق النار تمكن الجنود ومشاة البحرية وحلفائنا من التمركز والاشتباك والانتقال بسرعة بعد إطلاق الصاروخ.
كيف تفيد الصواريخ أوكرانيا
حتى الآن ساهمت الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات التي تبرع بها الغرب لأوكرانيا بتحييد الغزو الروسي بشكل كبير، وكلف موسكو خسائر باهظة.
وفي المدن حيث شنت روسيا هجومها الأولي، واجه الجيش الأوكراني المدرب من الغرب خصمه العملاق ببراعة هائلة، وأجبره على تحويل هدف الغزو من
كييف إلى دونباس شرقي البلاد.
لكن في المساحات المفتوحة، حيث تظهر جلية المشكلة في فرق الحجم بين الجيشين، يواجه الأوكرانيون صعوبات.
ويريد الأوكرانيون الحصول على منظومات صاروخية متنقلة ومدفعية لمواجهة القطعات العسكرية الروسية الكبيرة أمامهم.
وفيما طالبوا مرارا بصواريخ طويلة المدى، يبدو إن منظومة هيمارس ستكون بديلا فعالا، خاصة وإن دقتها الكبيرة ستسمح للأوكرانيين – المتفوقين كما يبدو استخباريا – بتوجيه ضربات إلى مراكز القيادة والسيطرة الروسية وشلها، وكذلك على تجمعات الجنود والعربات الأكثر كثافة.
بايدن أكد أن “هدفنا رؤية أوكرانيا دولة مستقلة و مزدهرة وذات سيادة قادرة على الدفاع عن نفسها وردع أي عدوان إضافي ضدها”.
كما أكد مسؤول رفيع في البيت الأبيض قوله “لا نسعى إلى تطويل أمد الحرب في أوكرانيا”.
وأضاف “لن نمارس ضغوطا على أوكرانيا سرا أو علنا لتقديم تنازلات لروسيا”.
وأوضح أن “هدفنا تعزيز قدرات أوكرانيا لردع أي عدوان إضافي من روسيا وتقوية موقعها التفاوضي”.
وأكد المسؤول أن بايدن “سيعلن غدا (الأربعاء) عن الدفعة الحادية عشرة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 700 مليون دولار”.
الروس في موقف صعب
وكان مكتب الرئاسة الأوكراني أكد، الأحد، إن الروس في “حالة هستيرية” بعد قرار الولايات المتحدة شحن أنظمة صواريخ (MLRS) إلى أوكرانيا.
ونقلت صحيفة “برافدا” عن مستشار الرئيس الأوكراني ميخائيلو بودولياك، قوله إن “الروس أصبحوا في حالة هستيرية بعد أن قررت السلطات الأميركية تزويد أوكرانيا بقاذفات MLRS”.
وكان الرئيس الأوكراني قد طلب، الخميس، إرسال أنظمة إطلاق صواريخ متعددة إلى أوكرانيا في أقرب وقت ممكن لمنحها فرصة صد الهجوم الروسي في دونباس.
وقال زيلينسكي في خطابه الليلي المصور إلى الأمة: “نحن نكافح من أجل حصول أوكرانيا على كل الأسلحة اللازمة لتغيير طبيعة القتال والبدء في التحرك بشكل أسرع وبثقة أكثر في اتجاه طرد المحتلين”.
وحدد المسؤولون الأوكرانيون طلبهم من الولايات المتحدة، وهو تزويدهم براجمات الصواريخ “MLRS”، والنسخة المتطورة منها “M142 HIMARS”.
وتتكون هذه المنظومة من راجمات صواريخ توضع على المركبات، مما يعطيها المزيد من المرونة في الحركة والمناورة والهروب. واسم المنظومة MLRS هو اختصار لـ”قاذفة متعددة الصواريخ” بالإنكليزية.
وأنتجت شركة “لوكهيد مارتن” النسخة الأولى منها “M270” لأول مرة في عام 1983، وكانت صواريخها تصيب أهدافا على بعد 35 إلى 65 كيلومترا، في حين يبلغ مدى الصواريخ الأكثر تطورا 160 كيلومترا. ويبلغ طولها 6.71 مترا وعرضها 2.74 مترا، وارتفاعها 2.44 مترا.
أما النسخة الأكثر تقدما من المنظومة، فهي “M142 HIMARS”” تم تطويرها في أواخر التسعينيات. ويمكن لصواريخها أن تصيب أهدافا على بعد 300 كيلومتر.
وتمتاز راجمة M270 بأنه يمكنها إطلاق ما يصل إلى 12 صاروخا في أقل من 60 ثانية.
المصدر: الحرة