البحر الأسود محط اهتمام الناتو.. هل يتحول الى بؤرة للتوتر؟

عرب وعالم 30 تشرين الثانى, 2022

كتب موقع “الحرة”: عبر التاريخ كان البحر الأسود في قلب الصراعات الإقليمية، ومؤخرا تحول لبؤرة توتر حينما اندلعت الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث يمتلك البلدان سواحلا مطلة على البحر، كما أن شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها موسكو من أوكرانيا في عام 2014 موطنا لأسطول روسي كبير.

وتقع جورجيا، التي غزتها روسيا في عام 2008، على حافة البحر لشرقية. وتقع رومانيا وبلغاريا وتركيا الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي على سواحله الغربية والجنوبية، حيث تسيطر تركيا على الممرات المائية التي تربطه بالبحر الأبيض المتوسط.

ويتدفق الوقود من القوقاز وآسيا الوسطى إلى أوروبا والعالم عبر البحر الأسود وحوله.

ومؤخرا، قفز البحر من مركز اهتمام للدول التي تتشاطر شواطئه، إلى مركز اهتمام عالمي.

وتقول صحيفة وول ستريت جورنال إنه عندما يجتمع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في العاصمة الرومانية يوم الثلاثاء، فإن القضايا المرتبطة بأمن البحر الأسود سوف تتخلل جدول الأعمال سواء بشكل معلن أو غير مباشر.

وتم تضمين الأهمية الاستراتيجية للبحر الأسود في استراتيجية الناتو طويلة الأجل لأول مرة في قمته السنوية في يونيو بمبادرة من رومانيا.
ونقلت الصحيفة عن الأدميرال الأميركي المتقاعد جيمس ستافريديس، الذي شغل منصب القائد الأعلى للحلفاء في الناتو بعد الحرب في جورجيا قوله إن “البحر الأسود حيوي لأمن الناتو نظرا للالتقاء المادي للعديد من الحلفاء والشركاء والمعارضين – بالإضافة إلى رواسب الهيدروكربونات الغنية، وممرات شحن الحبوب الحيوية، وحرب نشطة في أوكرانيا”.

ويعد البحر الأسود استراتيجيا لحلف شمال الأطلسي، الذي زاد من وجود قواته في المنطقة منذ عام 2014، حسبما قال ستولتنبرغ في بوخارست يوم الثلاثاء.

وأضاف أن أعضاء، من بينهم الولايات المتحدة وفرنسا، يقومون بدوريات روتينية في المنطقة بطائرات مراقبة متقدمة، وقادت فرنسا مؤخرا تدريبات جوية لحلف شمال الأطلسي هناك.

وقبل الحرب، كانت دول حلف شمال الأطلسي التي لا تقع على الحدود البحرية تقوم بدوريات في مياهه بشكل متكرر، لكن لم يكن لدى أي منها سفن هناك في شباط.

وقد تم تجميد هذا الوضع بسبب قرار تركيا في وقت مبكر من الحرب بإغلاق المضائق بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود أمام أي سفن حربية ليس لدى دولها ميناء رئيسي هناك.

وقد منعت هذه الخطوة، التي سمحت بها اتفاقية مونترو لعام 1936، روسيا من جلب سفن حربية إضافية من أساطيلها الأخرى إلى البحر الأسود. لكنها تمنع أيضا معظم دول حلف شمال الأطلسي من جلب سفن حربية، مما يثير غضب البعض في دول الحلف.

وتفرض اتفاقية مونترو قيودا على الحمولة على الدول غير الأعضاء في البحر الأسود التي تشغل السفن الحربية من خارج المنطقة.

وتعتبر تركيا المعاهدة مقدسة لأنها تكرس سيطرة أنقرة على الوصول إلى البحر الأسود في القانون الدولي.

وتركز استراتيجية الأمن القومي لإدارة بايدن المكونة من 48 صفحة، والتي صدرت في كانون الأول، على التهديدات المستقبلية من الصين إلى منطقة المحيط الهادئ والمحيط الهندي لكنها تذكر البحر الأسود.

ونقلت الصحيفة عن الأدميرال الأميركي المتقاعد جيمس فوجو، الذي قاد سابقا الأسطول السادس، ومقره في إيطاليا قوله إن”الطريقة لتأمين البحر الأسود هي عدم تجاهله، وأخشى أننا نتجاهله الآن”.

وإحدى الطرق لتعزيز وجود الناتو في البحر الأسود هي إرسال وحدات خاصة لإزالة الألغام تشمل السفن والطائرات، كما قال الأدميرال فوجو، العميد الحالي لمركز الاستراتيجية البحرية في الرابطة البحرية للولايات المتحدة.

وأصابت كاسحة ألغام رومانية لغما في ايلول، مما أثار مخاوف بشأن الألغام حول مصب نهر الدانوب، الذي يتدفق عبر نصف دزينة من الدول الأوروبية.

وقال الأدميرال فوجو إن الطرق الأخرى لتعزيز الأمن هي مساعدة رومانيا بصواريخ متطورة مضادة للسفن والتفاوض مع الدول الواقعة على نهر الدانوب بشأن استخدام السفن الحربية هناك.

وحتى حينما تنتهي الحرب، سيظل أمن البحر الأسود صعبا وهاما، كما يقول الاستراتيجيون.