ما وراء زيارة عبد اللهيان
جاء في جريدة “الأنباء” الإلكترونية:
تحدّث توجّه عام عن تأكيد إيراني على وجوب مواكبة التقارب الإقليمي بالتهدئة على كافة الجبهات، من اليمن وصولاً إلى لبنان، والتخفيف من حدّة التوتر مع دخول المنطقة حقبة جديدة عنوانها الاتفاق والتسويات بدل الصراع، ولا شك أن هذا التوجّه ينسحب لبنانياً على مستوى السياسة والفراغ الرئاسي الحاصل، والأمن، إلا أن هذا التوجه لم يرق بعد الى مستوى الوصول إلى حل شامل للملف اللبناني.
وأشار الصحافي والكاتب السياسي قاسم قصير إلى أن الهدف من الزيارة إطلاع القيادة في “حزب الله”، والمسؤولين اللبنانيين والأحزاب على تفاصيل الاتفاق السعودي الايراني، وموقف إيران من التطوّرات الحاصلة في المنطقة”. وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، لفت قصير إلى أن “عبد اللهيان شدّد على نقطتين أساسيتين، وهما أن إيران لا تتدخل في الانتخابات الرئاسية، وإيران تؤيّد ما يقوم به “حزب الله” من مبادرات لدعم أي تسوية”.
أما وبالنسبة للقاء مع ممثلين عن الكتل النيابية، الذي حضره 16 نائباً واستُثنيت منه كتلتا “الجمهورية القوية” و”تجدّد”، واعتذرت عن حضوره كتلة “الكتائب” اللبنانية، فإن اللقاء وفق قصير كان “لشرح موقف ايران مما يحصل إقليمياً وفي لبنان، ودعم الحوار الوطني”، معتبراً أن “الزيارة قد تفتح باب الحوار الداخلي”.
أوساط سياسية متابعة أكّدت على نقطة بحث ملف التقارب السعودي الإيراني في لقاءات عبد اللهيان، وأشارت إلى أن “وزير الخارجية الإيراني قد لا يكون بحث ملف الرئاسة اللبناني بشكل مفصّل، لكن التوجيه العام ينسحب على مختلف القضايا”.
إلّا أن هذه الأوساط لفتت عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن “إيران لا زالت تعتبر بيروت عاصمة بين أربع عواصم تُسيطر عليها، وتوجّهاتها في لبنان لا تنفصل عن هذا الواقع، وتأخذ بعين الاعتبار التهدئة الحاصلة مع السعودية من جهة، والتصعيد مع إسرائيل من جهة أخرى”.
وتطرّقت الأوساط إلى عرض الكهرباء الذي يقدّمه الوزير الإيراني مع كل زيارة إلى لبنان، وذكّرت أن “هذه الوعود لم ترقَ في وقت سابق إلى متسوى الجدّية أكان لجهة لبنان أو إيران، علماً أن ملف الطاقة والكهرباء بيد فريق الممانعة نفسه”، مقلّلة من جدوى هذه العروض.