الشماسي” تُظلّل صور: نكهة سياحيّة تُلوّن مهرجاناتها
كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
تكاد لا تنتهي فعاليات صور السياحية، وقد سبقت غيرها من مناطق الجنوب. تعجّ المدينة بحركة الوافدين للاستجمام في بحرها، يتنقّلون من شارع المشاة إلى «شارع الشماسي». لا أحد يتوقّع ما تحمله المدينة من جديد. تضجّ بالحياة على شتّى الصعد، تفعل ما بوسعها لتُنعش اقتصادها، تركز على ثلاثة عناصر أساسية: الإغتراب، السيّاح، المشاريع الفريدة، ما مكّن البلدية وحتى الأسواق التجارية من تحقيق نقلة اقتصادية نوعية في فترة وجيزة.
تعيش صور نشوة تجاريّة وسياحيّة واقتصادية غير مسبوقة. نجحت خطّة البلدية في جذب آلاف الزوّار في كل نشاط واحتفال ومهرجان يقام، إذ استطاع الفنان قاسم إسطنبولي جذب العديد من المهرجانات المسرحية والسينمائية الى المدينة.
أدّى موقعها على شاطئ البحر دوراً كبيراً، وساهمت المبادرات الفردية في إحياء السوق السياحية. أصبحت صور مدينة الحياة. لا تنام، لا تهدأ حركتها، من نشاط إلى آخر، هذا ما برز في احتفال افتتاح «سوق الشماسي».
حين غنّى عبد الحليم حافظ «دقّوا الشماسي»، لم يكن في باله أن تتحوّل هذه الشماسي إلى «معلم سياحي، تعلّق بين الأرض والسماء». بالفعل، باتت اليوم تشدّ الزوّار إليها، لالتقاط صورة أو «زفّة عروس» أو لتصوير فيلم ترويجي. هذه البصمة الإضافية، أعطت التجار اليوم فرصة لانتعاش حركة البيع، على ما أفاد معظم أصحاب تلك المحال، الذين أشادوا بكلّ خطوة لتعزيز المجال التجاري.
في «سوق الشماسي»، كان صوت فيروز طاغياً على أغنية «بحبك يا لبنان يا وطني»، تبعتها أغاني وديع الصّافي وصباح مذكّرة لبنان بزمنه الجميل والأنيق. في الموازاة، كانت فعاليات المهرجان تتوالى في رسم الفرح على الوجوه، ألعاب وأنشطة مختلفة، وكان عصير «الليموناضة» الذي تشتهر به صور (مدينة الحمضيات) شراب المهرجان.
على طول الطريق، انتشرت «البسطات» تروّج للصناعات الحرفية و»المونة» التي تحتلّ اليوم مكانة رائجة، وهي صناعة بدأت تنشط في القرى، ووجد فيها عشرات الأهالي فرصة اقتصادية، مستغلّين المهرجانات لتسويق إنتاجهم البلدي، في ظل غياب الأسواق الثابتة أو الدائمة. أمّا الأطايب والمأكولات القروية والشعبية الشهيّة، فأخذت حيّزاً مهماً من المهرجان الذي حرص منظّموه على أن يكون «أهلية بمحلية».
وفي هذا الإطار، قال رئيس البلدية المهندس حسن دبوق إنّ «صور تشهد صيفاً مميّزاً وحركة ناشطة غير مسبوقة بعيداً عن الضوضاء، إنّ أعداد السيّاح والمغتربين فاقت التوقّعات، وما زلنا في بداية الموسم»، وأضاف «هذه هي صور السياحة والدفء والجمال والكرم». ولفت إلى أنّ «المبادرة أتت من قبل شباب المدينة والبلدية بهدف إيجاد بيئة سياحية، تعرّف الوافدين الى هويّة المدينة ورونقها، وتساهم أيضاً في تحريك العجلتين الإقتصادية والسياحية»، وتوجّه بالشكر إلى «أصحاب المبادرة الأهلية الذين ساهموا في إظهار وجه صور السياحي الحقيقيّ».
واعتبر دبّوق أنّ «المبادرات وانفتاح الأهالي، حرّكا الواقع الاقتصادي وجذبا السيّاح، لأنّ صور مدينة تاريخيّة وملتقى العيش المشترك. نحن عائلة واحدة في مدينة نموذجية مفتوحة للجميع». نجحت صور في فرض نفسها على الخارطة السياحية اللبنانية، بل تحوّلت إلى منافس شرس بين قرى لبنان ومناطقه الجميلة.