استراتيجية السلطة وسياسة البونوبو

كتب بيار أبو عاصي في نداء الوطن:

البونوبو من فصيلة القردة العليا، شبيه بالشامبانزي ويتشارك مع الانسان ب ٩٩٪؜ من جيناته. عُرِف البونوبو لفترات طويلة باسم الشامبانزي القزم وتفادياً لاي التباس مرتبط بالسياسة اللبنانية المحلية وأقزامها سوف نعتمد تسمية بونوبو.

يعيش البونوبو ضمن جماعة بسلام ووئام اجتماعيين لافتين. عزا الكثير من العلماء ذلك لدور الاناث القيادي في الجماعة، كما عزاها البعض لغزارة العلاقات الحميمة ضمن افراد الجماعة مما يسهّل تنفيس أي توتّرٍ فردي او جماعي.

كل ما سبق صحيح ولكن لا بدّ من الاضاءة على ممارسة اساسية ضمن هذه الجماعة وهي دور “كبش المحرقة”. يحتاج مجتمع البونوبو الى كبش محرقة للمحافظة على توازنه الداخلي وهدوئه. دون أي سبب مفهوم، تحدّد انثى البونوبو المتزعمة للجماعة أحد أفرادها ليكون كبش محرقة. يتعرض هذا المسكين لكافة انواع الاعتداء والاذلال والضرب، متفادين قتله كي يستمر بلعب دوره. اما اذا مات فتسود العدائية الجماعة وتتراجع وتيرة علاقاتها الحميمة الى ان يتم تحديد كبش محرقة جديد فيسود الهدوء مجددا.

يتم التضحية الظالمة بفرد، لم يرتكب شيئاً من المحظورات، للمحافظة على العلاقات الودية والسلمية بين باقي الافراد.

أما عند فصيلة أخرى من الثدييات البريّة، أي الانسان العاقل Homo Sapiens، فإن الامر اكثر تعقيداً.

المنظومة الاخلاقية عند البشر لا تتقبل استعمال كبش محرقة ضمن الجماعة الا اذا كان ذلك معللاً بمصلحة عليا تخدم الجماعة، فتُحفَظُ القيم الجماعية ويزول الشعور بالذنب أمام عذابات الضحيّة.

مارست الكثير من الحضارات التضحية بالانسان الفرد حماية للجماعة او تكفيراً عن ذنوبها.