بعد سنتين إلّا ثلاثة أشهر من الفراغ الرئاسي.. الراعي: البلاد تتفكّك أوصالها
شدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الرَّاعي على “أنّ كلمة الله تحرّر وتوحّد وتجمع. فيا ليت كلّ مسؤول عندنا يصغي في قرارة نفسه ووجدانه الى كلام الله، لبدّل العديد من مواقفه السلبيّة، وأوّلها تعطيل انتخاب رئيس للجمهوريّة، تستقيم بانتخابه المؤسّسات الدستوريّة وفي طليعتها مجلس النوّاب الذي يستعيد سلطته التشريعيّة المفقودة، ومجلس الوزراء الفاقد الكثير من صلاحيّاته. وها نحن على بعد سنتين إلّا ثلاثة أشهر من فراغ سدّة الرئاسة، والبلاد تسير إلى الوراء في تفكّك أوصالها”.
وقال في قداس الأحد من كنيسة الديمان: “يسعدني أن أحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهيّة، فأرحّب بكم جميعًا، مع تحيّة خاصّة الى عائلة المرحومين جميل وجوزف وسمير وديع حكيم. فالمرحوم جميل هو مؤسّس البحريّة اللبنانيّة كمؤهّل أوّل. نصلّي في هذه الذبيحة المقدّسة لراحة أنفسهم وعزاء أسرهم”.
وتابع: “كما أرحّب بمجموعة من رتباء المديريّة العامّة لأمن الدولة، وقد قدّموا ترشيحهم الى رتبة ملازم واجتازوا كل الإختبارات المطلوبة، وهم في انتظار صدور النتائج. فطلبوا إلينا مراجعة المراجع الرسميّة المختصّة لكي يجري الإفراج عن هذه النتائج، الأمر الذي يفرح ثلاثين عائلة لبنانيّة”.
وأضاف: “يحذّرنا الربّ يسوع من ثلاثة مواقف سلبيّة، حيال الكلمة الإلهيّة التي نسمعها أو نقرأها وهي في الواقع شخص يسوع المسيح، الإله – الإنسان:
الموقف الأوّل، عدم الإكتراث والإهمال، المشبّه بقارعة الطريق، حيث يسقط الحَبّ فتأكله الطيور وتدوسه الأقدام. تقع الكلمة الإلهيّة في أذن السامع وعقله، فيسلبها منه إبليس عند أوّل تجربة ومصلحة ذاتيّة أو صعوبة.
الموقف الثاني، السطحيّة والتحجّر. السطحيّة هي عدم وجود عمق روحيّ ونضج يهيّئ النفس لقبول الكلمة الإلهيّة والتفاعل معها. التحجّر هو التشبّث بالرأي، والإنغلاق على الرأي الآخر والنظرة الأخرى. تمامًا مثل الحبّة التي تقع على الصخر، فما إن تنبت تيبس لإفتقادها إلى رطوبة. هذا شأن الذين يقبلون الكلمة بفرح، ولكنّهم سرعان ما يتراجعون عند أوّل تجربة.
الموقف الثالث، الإنهماك بشؤون الأرض، من دون اعتبار للشؤون الإلهيّة. والظنّ أنّ بالمال أو بالسلطة أو بالسلاح نستطيع كلّ شيء، ولا شيء يُرجى من الله والشؤون الروحيّة. هذه الحالة مشبّهة بالزرع الذي سقط بين الأشواك فخنقه، وتمثّل فئة الذين يسمعون الكلمة، لكنّ الهموم والغنى وملذّات الحياة تعيقها، فلا تجد الكلمة طريقًا إلى عقولهم وقلوبهم وإراداتهم لكي تثمر”.