إسرائيل فشلت عسكرياً وتعوّض بالمدنيين… هدنة مؤقتة نهاية الشهر؟
في ظل التطورات التي تشهدها الجبهة الجنوبية ونوعية الاستهدافات التي يقدم عليها العدو الإسرائيلي، رأى الخبير العسكري والإستراتيجي العميد أكرم سريوي في حديث إلى “ليبانون ديبايت” أن “العدو الإسرائيلي استنفد بنك أهدافه العسكرية، لذلك لجأ إلى ضرب أهداف مرتبطة بشكل ما بحزب الله، ومنها جمعية القرض الحسن”.
وأشار إلى أن “العدو يعلم تماماً أن هذه المراكز أُخليت، وهي مجرد أبنية خالية، إلا أن ذلك هو محاولة للضغط على بيئة المقاومة، لزعزعة ثقة المواطنين لا أكثر”.
واعتبر أنه “عندما ينتقل الإسرائيلي إلى ضرب أهداف مدنية بهذا الشكل، فهذا يعني أنه فشل في الميدان، إذ أنه حشد 5 فرق لأن هناك نية عدوانية للاجتياح الكبير للأراضي اللبنانية، على الأقل إلى نهر الليطاني”.
وأضاف: “20 يوماً على بدء العملية البرية، ولم يستطع القيام بأي خرق مهم، وللتعويض عن هذا الإخفاق، ذهب إلى ضرب بيئة المقاومة في كافة المدن والقرى، فهو يحاول اليوم التعويض عن الإخفاق العسكري بالضغط على المدنيين”.
ولفت إلى أنه “خلال الأسبوعين الأخيرين، عندما اتصل رئيس مجلس النواب نبيه بري بوزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، لم يلقَ جواباً، إذ سمع دون أن يتلقى أي رد أنه مستعد لأي وساطة أو حل دبلوماسي، إذ إن أميركا كانت قد أعطت للإسرائيلي فرصة لمدة أسبوعين أو ثلاثة كحد أقصى للقيام بما يريده قبل الانتخابات الأميركية”.
وتابع: “عندما وجد الإسرائيلي أن هناك صعوبة في احتلال لبنان، وأن حزب الله لا يزال متماسكاً وليس كما كان متوقعاً بأن الحزب قد انكسر، أعتقد أن الإسرائيلي أصبح أكثر قابلية للعودة إلى الحل الدبلوماسي مع لبنان، لذا هناك زيارة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان”.
وشدّد على أن “هوكشتاين لم يسلم من أول رحلة له بالمطالب اللبنانية، بل سيحاول فرض شروطه، وعليه سيضغط الإسرائيلي أكثر، لتسهيل مهمة هوكشتاين، وليقبل اللبنانيون بشروط أكثر من 1701، إلا أن ذلك لن ينجح، لا سيما أن الميدان في الجنوب ليس من مصلحته”.
وتوقّع سريوي أن “الوضع الميداني الذي يصب في صالح المقاومة قد يفرض على الإسرائيلي حلاً دبلوماسياً، حتى أن أميركا مستعجلة على وقف إطلاق نار، ولو كان مؤقتاً في نهاية الشهر قبل الانتخابات الأميركية، إذ تعتبره إنجازاً يصب في مصلحة إدارة الرئيس جو بايدن في الانتخابات”.
وأشار سريوي إلى “سياسة يعتمدها الإسرائيلي دائماً، فقبل وقف النار ولو بساعات قليلة، يقدم على ضربة جنونية، فيشن سلسلة غارات على مختلف المناطق اللبنانية، وحتى لو تم الاتفاق على وقف إطلاق النار، فإنه قبل 24 ساعة من توقيت وقف إطلاق النار، يحاول القيام بإنجازات على الأرض”.