نقيب الأطباء: هكذا توفيّت الطفلة جوري.. ولا علاقة للدواء!
أوضح نقيب أطباء لبنان في بيروت البروفسور شرف أبو شرف “ما حصل مع الطفلة جوري السيد البالغة من العمر عشرة أشهر”، وقال: “إن المعلومات الأولية من قبل طبيبة الأطفال الخاصة بالطفلة أنها كانت عاينتها قبل يومين حيث كانت تعاني من التهاب في الأذنين، فوصفت لها مضادا حيويا وبانادول، لكن حالة الطفلة ساءت يوم السبت فاتصلت الوالدة بالطبيبة مجددا وطلبت منها المجيء إلى طوارئ المستشفى المركزي في بلدة مزبود بإقليم الخروب، حيث عاينتها وكانت تعاني من حرارة مرتفعة جدا مع رجفة. واعتبرت أنها تعاني من الصدمة الإنتانية، فأعطتها العلاج اللازم، وتواصلت مع طبيب الأطفال المختص في مستشفى حمود بصيدا، حيث يضم قسما للعناية الفائقة بالأطفال. وتم تأمين سرير للطفلة. وبعدها، تم الاتصال بالصليب الأحمر لنقلها إلى مستشفى حمود في صيدا، غير أن الأهل لم يريدوا الانتظار فنقلوها على مسؤوليتهم في سيارتهم الخاصة”.
أضاف: “في هذا الوقت، كانت الطبيبة أعطت الطفلة الأدوية اللازمة والتخدير، وتمنت على الأهل عدم نقلها في سيارتهم، لكنهم أصروا على ذلك فرافقتهم، وسرعان ما ساءت حالة الطفلة فانخفض نبضها واضطرت الطبيبة إلى أن تعود بها الى طوارئ المستشفى وتقوم بعملية إنعاش لها، لكن للأسف أتت من دون نتيجة”.
وتناول أبو شرف “الإشاعات التي يتم التداول بها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها ما يشير إلى عدم توافر الدواء اللازم مما أدى إلى وفاة الطفلة، وهذا الأمر غير صحيح”.
وتمنى على “الوسائل الإعلامية عدم استباق التحقيق العلمي وتوخي الحذر وعدم نشر معلومات غير دقيقة، قبل التحقق من أهل العلم والاختصاص”، وقال: “إن وضعنا لم يعد يحتمل المزيد من البلبلة والضياع “.
أضاف: “إن المشكلة الكبيرة التي نعاني منها عموما، والتي سلطنا الضوء عليها مرارا، تكمن في عدم وجود مراكز عناية فائقة للأطفال في المستشفيات الجامعية وأسرة كافية، فضلا عن ضآلة الأطباء الذين يقومون بهذا العمل “.
وحذر من “الخطر الذي يلحق بمثل هذه الحالات، عدا عن ملاحقات الأطباء القضائية والإعلامية، وخصوصا ما نسميه المطاردات القانونية في المخافر وعلى وسائل التواصل الاجتماعي”.
وتابع: “نشدد على ضرورة تأمين ما سبق وذكرناه، كي لا نبقى نعيش في ظل هاجس هذا الخطر الموجود. وإن نقابة الأطباء ستقوم، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة، بالتحقيق في هذا الموضوع لدراسة جوانبه كافة. ونشدد على أنه، في ظل الظروف الصعبة التي نعمل فيها، من الضروري توافر وسائل نقل مختصة جاهزة لنقل الأطفال في مثل هذه الحالات، فضلا عن التعاون جميعا من أجل حماية صحة المريض، علما أن كثيرين من الأطباء المتخصصين في العناية الفائقة للأطفال اعتكفوا عن العمل في الآونة الأخيرة وهاجروا ،لا سيما بعد صدور الحكم القضائي في قضية أحد الأطفال الذي قضى بتغريم الأطباء والمستشفيات المعنية بمبالغ طائلة، إضافة إلى الدفع مدى الحياة، من دون الأخذ في الاعتبار الحالات الصعبة والوضع الاقتصادي والمعيشي المذري الذي يعاني منه الجميع. وبالتالي، من الضروري أن يعي الجميع ذلك، لأن الاستمرار في هذه الحال سيؤدي إلى كوارث صحية ترتد سلبا على المريض في الدرجة الأولى، وعلى الوضع الصحي عموما”.
وختم: “إن صحة المريض هي الخط الأحمر الذي ينبغي أن نعيه جميعا ونتعاون لتأمين كل ما يلزم، كما ذكرنا، للحفاظ على صحة المريض والطاقم الطبي والاستشفائي تداركا للكوارث”.