متى نصبح شعباً “غير محترم”؟

كتبت
Aya Hamdan
كتبت بشرى الوجه لـ”ليبانون نيوز”:
في حوارٍ شهدته صدفةً بين رجلين حول أوضاع البلد، قال أحدهم للآخر إنّ الشعب اللبناني “محترم” لكونه تحمّل الوقوف لساعاتٍ طويلة أمام محطّات البنزين، وما زال يتحمّل الإنقطاع الدائم للتيار الكهربائي، ويصبر بقناعةٍ وإيمان على ارتفاع فواتير المولدّات الخاصة، وغلاء الأسعار الذي اكتسح كافة المواد.
وأضاف مستطرداً: لو عانى شعب آخر من هذه الأزمات، لكان انتفض في الشوارع محرقاً الأخضر واليابس ومعلّقاً المشانق لكل مسؤولٍ عن انهياره.
هكذا حرفياً عبّر هذا الرجل عن نظرته للشعب اللبناني “الجبّار”، وهكذا ببساطة أسقط صفة “غير المحترم” على الشعوب التي تُطالب بحقوقها وكرامتها!
المصيبة هي في أن يكون هذا التفكير حالةً عامة، وأن يكون حاضراً عند فئة واسعة من الشعب، فئة عليها معرفة حقوقها كي تُطالب بها وتنتفض لأجلها.
إذ لو كنا حقاً، شعباً يعرف حقوقه لأسقطنا هوس الزعامات ولخرجنا من عباءة الأحزاب الطائفية. هذه الأحزاب التي تنمو على تفرقتنا وعلى إضعاف الهوية الوطنية والحس الوطني لحساب الولاءات والنزعات والأجندات الفئوية.
ولو كنّا بالفعل شعباً “محترماً” لما ارتضينا بالذل اليومي الذي يطال أدنى مقوّمات حياتنا.
حالنا هذه، ليست صبراً ولا احتراماً، بل خضوعاً وخنوعاً للذل والمهانة، وظلماً بحق أنفسنا ومستقبلنا.
وقبل المطالبة بتغيير السلطة والحكام، على الشعب أن يصلح نفسه أولاً وأن يرتقي بها، فتغيير الأوضاع يبدأ بتغيير النفوس والعقول التي أصابها الكثير من التشوّهات.
وعلى المواطن أن يتصرّف كشريك في الوطن وليس كأجير أو مستأجر أو ضيف أو حتى متفرج..
ببساطة لا حل لأزمتنا إلا بالثورة على ذاتنا أولاً..
فمتى نصبح شعباً “غير محترم”، شعباً يتمسك بحقوقه الطبيعية ويُقاوم الظلم والذل؟