في لبنان.. الزواج للأغنياء فقط!

خاص 13 تشرين الأول, 2021

كتبت

Aya Hamdan

كتبت بشرى الوجه لـ”ليبانون نيوز”:

لم يعد اللبنانيّ هو نفسه، فمن حبّ الحياة والاحتفالات انتقل إلى العزلة، فضاقت به الأحوال وغابت عن يومياته الأفراح لتحلّ مكانها الهموم.

اليوم بات “الزواج”، لمن استطاع إليه سبيلاً، لاسيّما وأنّ العادات والتقاليد تفرض على الشاب إعلان زواجه في حفل زفاف كبير وفخم.

“الزواج” اليوم أقرب إلى الحلم، والمنزل “بيكسر الضهر”، وبين المنزل و”ليلة العمر”، الدولار يقف عائقاً كبيراً.

فأسعار الشقق تبدأ في وضعنا الحالي من عتبة الـ50 ألف دولار، يضاف إليها 10 آلاف دولار كلفة تجهيز المنزل من مفروشات وأدوات منزلية.

وهنا لا بد من السؤال: كيف يمكن لشخصين تأمين تكاليف الزواج في بلدٍ لا يتجاوز فيه الحد الأدنى للأجور 675 ألف ليرة، فيما يلامس سعر صرف الدولار الـ 20000 ليرة لبنانية؟
هكذا أصبح الزواج في لبنان للأغنياء فقط، فأكثر من نصف الشعب اللبناني تحت خط الفقر.

وما نقوله ليس مبالغة، فالزواج في هذا البلد لم يعد موسمياً يقتصر على فصل الصيف كالعادة، بل أصبح مرتبطاً بتأمين الأموال اللازمة لتلك الخطوة.

إلى ذلك يرتبط موعد “نقلة العرسان” ببعض الحالات بالعودة من الغربة، كحال الشابة زينة التي ما زالت تعمل هي وخطيبها أحمد، المغترب في السعودية، على تجهيز منزلهما في لبنان، ويربطان موعد زفافهما مع توقيت زيارته.
وتعدّ هذه الخطوة أسهل على المغتربين ممّن هم في لبنان، وفي هذا السياق يقول أحمد لـ”ليبانون نيوز”: “إن التحضير للزواج بالنسبة لي كشاب مغترب أسهل من الذين يقيمون في لبنان لكوني أتقاضى راتبي بالدولار”.

على الضفة الأخرى، اضطر الثنائي باسمة ومحمد إلى تأجيل زواجهما سنة كاملة بهدف استكمال تجهيز منزلهما، بعدما كانا قد اشترياه قبل الأزمة الإقتصادية. أما فيما يتعلق بحفل الزفاف، فيعتزم الثنائي إقامة حفل بسيط في ساحة المنزل، على أن تقتصر الدعوة فقط على الأهل وبعض الأصحاب.

أما زين العسكري في الجيش اللبناني، فهو في حال تردد وضياع من مسألة الارتباط، فراتبه الحالي بالكاد يكفيه للتنقل.

باختصار، يعيش المرتبطون اليوم أسوأ أيامهم وما يعانيه زين من يأس وحزن وعجز، يعيشه معظم الشباب اللبناني نتيجة تفاقم الأزمات التي ولّدت لديهم أولويات أخرى، حتى أصبح الزواج من الكماليات، وأصبحت الهجرة الأمل الوحيد لأي شاب لبناني يطمح إلى تأمين مستقبله وتوسيع أحلامه.