حرب الطيونة.. رصاصة لم تخرق درع “البيطار”!

كتبت
Aya Hamdan
كتبت آية عميرات لـ”ليبانون نيوز”:
يمكن القول إن المحقّق العدليّ في قضيّة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار ضرب بيدٍ من حديد بعد المستجدّات القضائيّة على إثر استدعاء “الرؤوس الكبيرة”. و يمكن القول أيضاً أنّ بعض جماهير هذه “الرؤوس” قد خدشت مشاعرها و مشاعر الزعيم الذي تتبعه، فقررت التحرك للمطالبة بكف يد البيطار عن قضية مرفأ بيروت.
و لكن هذا التحرك الذي سوّق على أنه عفوي اتّضح أنه “مافياوي”، رصاص قنص واستهداف للمدنيين و ترويع للأهالي والأطفال واستباحة لاشرعية لمنطقة بأكملها بالرصاص والهتافات الطائفية وعلى “عينك يا دولة”.
ما يحدث اليوم هو مسرحيّةٌ أعادت إلى الأذهان مشاهد الحرب الأهليّة و الجرائم المروّعة التي عايشها اللبنانيّ آنذاك، فماذا يعني أن يقف المسلّحون فوق أسطح المباني وأن يهدّدوا المدنيين؟ وماذا يعني أن يُهتف باسم الحسين في الطيّونة و كأن “كربلاء” عادت من جديد؟
و ما علاقة الحسين، وواقعته، بإنفجار ٤ آب؟
ولنفترض أنّ الحسين كان بيننا اليوم، هل الحسين الّذي خرج ثائرًا على الظلم كان ليرضى بإسقاط العدالة وحماية الظالم من العقاب؟!
الجواب بالطبع كلا!!
إذاً كفاكم متاجرة باسم الحسين.
إلى ذلك فإنّ ما نشهده اليوم هو دليلٌ على أن الدولة والسلاح المتفلت لا يستقيمان، وأنّ الساكت عن سلاح الأحزاب هو شيطانٌ أخرس، فما ذنب الأطفال ليعيشوا الرعب الذي شهدوه اليوم في فصولهم الدراسية!! من سمح لهؤلاء بوضع أطفالنا تحت النيران!!
وما ذنب أهالي ضحايا المرفأ كي تذهب دماء أولادهم هدراً ؟!
و ما ذنب المسن أن يهجّر من بيته هرباً من رصاص جمهور الأحزاب الطائش ؟!
و لماذا تقتل امرأة في منزلها كرمى للزعيم ؟!
التوتر الذي شهدته اليوم منطقة الطيّونة هو خير دليلٍ على ثقافة هذه الأحزاب الدموية التي يستخدمونها لتحقيق مرادهم، ولكن لا ولن يحققوه!
فالبيطار لن يرضخ. لا لأنّه خارق، ولكن لأنه متحصّن بالدستور والقانون وبالسواد الأعظم من الشعب اللبناني. فالشعب اللبناني يريد الحقيقة ويريد محققاً عدلياً لا يسقط عند أيّ دعوى ارتيابٍ مشروع ولا يخشى رسائل وفيق صفا، ولا يوافق على الجلوس كي يدردش مع متّهمٍ على فنجان قهوة!