فلْتبنِ المدارس المتاريس وليلبسِ التّلاميذ الدروع!

كتبت
Aya Hamdan
كتبت بشرى الوجه لـ”ليبانون نيوز”:
أطفالٌ يختبئون من الرّصاص تحت طاولات الدّراسة، وآخرون يحتشدون بذعرٍ وخوفٍ في الممرّات الدّاخليّة للمدارس.
وحداتٌ من الجيش اللّبنانيّ تساعد الأهالي “المرعوبين” في إخراج أولادهم من المدارس وتؤمّن لهم طريق العودة إلى المنازل، بعيداً عن عين القنّاص.
هذا هو المشهد الآخر للاشتباكات الّتي عاشتها بيروت اليوم، على خلفية التّظاهرة الاحتجاجيّة التي نظمّها الثنائي الشيعي ضدّ قاضي التّحقيق في تفجير مرفأ بيروت طارق البيطار.
المشهد الدّموي الذي تابعناه لساعاتٍ طويلة، كان متوقعاً منذ ليل أمس، ومع ذلك أصرّت وزارة التربية على تجاهل حقيقة الوقائع فأعلنت أنّ “يوم الخميس هو يوم عملٍ عاديٍّ في المدارس”.
ورغم كلّ التّقديرات الأمنيّة الّتي كانت تشير إلى إمكانيّة خروج الشّارع عن السّيطرة، ومع كل الدعوات التي أطلقت استعداداً للحدث الأمني المرتقب، غير أنّ وزير التربية عباس الحلبي لم يأبه، فنفى في بيانه أمس “الشائعات التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الإجتماعي حول إقفال المدارس”.
ألم يكن الأجدر بوزارة التربية الدّعوة إلى إقفال المدارس المحيطة بقصر العدل، أو على الأقل ترك الخيار لأولياء الأمور، حفاظاً على سلامة الأطفال النفسية قبل الجسدية؟!
ألا يكفي أطفالنا ما ذاقوه خلال فترة الحجر وإغلاق البلاد بسبب فيروس كورونا؟ ألا يكفيهم أيضاً أزمات البلاد التي انعكست على عوائلهم وعلى صحتهم النفسية والجسدية؟
أيّ دروس أٌعطِيت للتلامذة في هذا اليوم الأسود؟ ولسخرية القدر هو نفس المكان الذي انطلقت منه شرارة الحرب الأهلية عام 1975؟
ربما أصبح واجباً أخلاقياً إلغاء مادة التربية من مناهج بلدٍ لا تربية فيه ولا أخلاق، فهذه المادة لا تمت للواقع بصلة. فأين هي الأخلاق؟ وأين هو الدستور؟ وأين هو القانون؟ وما معنى كلمتيْ “سلام” و”عيش مشترك”؟
وربما من الواجب أيضاً على الأهالي والأولاد شكر الدولة ووزير التربية على تعليمهم واقعهم كما هو دون تزييف أو تجميل.. هو الواقع الذي تفرضه عليهم كما فرضته على سلفهم من الأجيال، قوى الأمر الواقع.
صحيح أنّ لا بوادر في الوقت الحالي لاندلاع حربٍ أهلية، كتلك التي عايشها الآباء والأجداد. ولكن أمام اللبنانيين العديد من الحروب المصغّرة في المرحلة المقبلة، لذلك على الأهالي أخذ الحيطة والحذر عند كل تحذير أمني. وربما على المدارس التي تقع في البقع الساخنة بناء المتاريس، واستبدال الزي المدرسي بدروع الوقاية!