“القمصان السود”: لبّيك أو نستبيح بيوتكم!

كتبت
Aya Hamdan
كتبت بشرى الوجه لـ”ليبانون نيوز”:
أول مرة استُخدم مصطلح “القمصان السود” في لبنان، كان في 7 أيار 2008، مع أول انتشارٍ علني لسلاح “حزب الله” في الداخل.
كان ذلك إثر صدور قرارين من مجلس الوزراء بمصادرة شبكة الاتصالات التّابعة لسلاح الإشارة الخاص بحزب الله وإقالة قائد جهاز أمن مطار رفيق الحريري الدولي العميد وفيق شقير، إثر معلوماتٍ وصلت عن وضع الحزب لكاميرات مراقبة على المدرج في المطار، وتمدّد شبكة اتصالات حزب الله إلى خارج مناطق سيطرته.
حينها، نزلت مجموعاتٌ ملثّمةٌ ومسلحةٌ إلى شوارع بيروت وقامت بأعمال عنفٍ وتهديدٍ وترويعٍ للسكان ما أسفر عن مقتل نحو 71 شخصاً، ودمار كبير في الممتلكات.
المصطلح أُعيد استخدامه للمرة الثانية، في 12 كانون الثاني سنة 2011 ، حين دخل سعد الحريري إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما رئيساً لوزراء لبنان وخرج من الاجتماع رئيسا سابقاً للحكومة، بعدما عمدت المعارضة آنذاك أو ما يعرف بـ”محور الممانعة” الذي كان يمتلك الثلث المعطل بالانسحاب منها، اعتراضاً على ملفات عدّة أبرزها، تمويل المحكمة الدولية وتراجع التنسيق مع النظام السوري.
ومع إسقاط حكومة الحريري الثانية، تجمهر مناصرو الحزب في نقاط حيوية داخل بيروت لتوجيه رسالة إلى الأطراف السياسية ومفادها أنّ التسوية التي جاءت بالحريري قد سقطت، وأنّ تسوية جديدة سيفرضها بقوة أصحاب هذه القمصان.
أما المرة الثالثة التي أحيا فيها الحزب هذا المصطلح، فكانت في العام 2019، خلال انتفاضة 17 تشرين الأوّل والتي نحن في عشية ذكراها الثانية. ففي حينها تصدّى أصحاب هذه القمصان للبنانيين المعترضين، عبر أعمال الشغب والتهديد والاعتداء.
مصطلح “القمصان السود”، الذي زرعه الحزب في يومياتنا، عاد إلى الساحة مجدداً يوم أمس، وللمرة الرابعة. ولكن هذه المرة اختار الحزب “نخبته”، فكانت الاشتباكات المؤسفة التي حصلت خلال التحرك الذي نظّمه الثنائي الشيعي للمطالبة بكفّ يد المحقق العدلي طارق البيطار عن تحقيق مرفأ بيروت، وذهب ضحية هذا الحراك وما نتج عنه 7 قتلى وعشرات الجرحى.
إذاً، ونتيجة للأحداث الأربعة، نجد أنّ تلويح “حزب الله” بـ”القمصان السود” يأتي في وجه كل من يعترض على قراراته أو يخالفه، فيستدعي قمصانه لبث الخوف لدى اللبنانيين، وترهيبهم… فها هو الحزب يقول لكم أو تقولون لي “لبيك” أو أستبيح بيوتكم ومناطقكم.