سنتان على “اغتيال” ثورة 17 تشرين.. هل ننتفض على “جهنم” العونيين؟!

خاص 17 تشرين الأول, 2021

كتبت

Aya Hamdan

كتبت هانية رمضان لـ”ليبانون نيوز”:

“ثورة.. ثورة” ..
هذا كلّ ما أستذكره من تاريخ 17 تشرين الأول 2019 .. ذلك اليوم الذي أعاد لي الأمل، فأحببت لبنان أكثر في كل يوم أشارك فيه بـ”الثورة”..
كنت أنتظر كلّ صباح كي أحمل حقيبتي وأنزل وعائلتي إلى ساحة الشهداء، هاتفة بكل قوتي “ثورة.. ثورة”..
وعندما كانت تعاكسني الظروف، وأعجز عن النزول، كنت أتابع مجريات ثورتنا من شاشة التلفاز، فأطوف في كافة المناطق، كنت أتابع أخبار “عروس الثورة”، طرابلس، فصرخات الأهالي هناك كانت تحاكي وجعي وكنت أتمنى لو أشاركهم، ربما لأنني أدرك مدى حرمانهم، ومدى الظلم والشيطنة التي تعرضوا لها!

غير أنّ الطبقة السياسية لم تعجبها ثورتنا، لم تفهم وجعنا. فتكبرت، وشوهت الحراك بتخاريف واهية. لم تترك السلطة باباً إلا واتبعته لقمعنا، فأفلتت “كلابها” واندسوا في صفوفنا وفرقونا، حتى عدنا إلى البيوت نواجه الأزمات ونواجه التفجيرات، ومسلسل معلم التلحيم الذي بدأ في بيروت ووصل إلى عكار!

بعد ثورة 17 تشرين، صادفنا نوعية جديدة من الكائنات تلك التي أرادت تبرئة السلطة والزعماء، فحملت الثورة وزر كل شيء. فقالوا أنّ الثورة هي التي رفعت سعر صرف الدولار وكأن لا أزمة اقتصادية كانت تلوح بالأفق ولا دراسات ولا قراءات. وأسموها بسخرية بثورة الـ6$، هؤلاء الذين لم يتابعوا يوماً نشرة الأخبار ولم يقرأوا صحيفة، فاكتفوا بما قاله لهم الزعيم، وهذا ما أراده لهم الزعيم أن يحملوا الثورة مسؤولية الانهيار.

ولم تكتفِ الطبقة السياسية بذلك، بل وضعت الجيش في وجه الشعب فيما اختبأ السياسيون في قصورهم، واكتفوا بالخطابات الركيكة المسجلة.

ولما عجز الساسة عن احتواء غضب الشعب، طالبوهم بقائد كي يجلسوا معه! وكأن مطالب الناس ليست معروفة، وكأن فسادهم منذ سنوات قطبة مخفية؟!!

في الذكرى الثانية لثورة 17 تشرين، ها نحن في “جهنم”، التي أخبرنا عنها الرئيس عون. فيما الشوارع عادت لتقسم فأحيا السياسيون خطوط التماس، والقناص، وأرهبوا الأطفال.. في 17 تشرين نحن على أعتاب حرب شوارع كي لا نبالغ ونقول حرباً أهلية!

لم يبقَ من ثورة 17 تشرين اليوم سوى ذكرى أليمة منحوتة بدماء شهداء ثورة 17 تشرين: حسين العطار، أحمد توفيق، علاء أبو فخر، عمر زكريا وفواز فؤاد السمّان الذين سقطوا بسلاح الدولة وبالسلاح المتفلت وكلاهما مصدرهما واحد!

لم يبقَ من ثورة 17 تشرين سوى القبضة التي زُرعت في ساحات الثورة، ولم يبقَ إلاّ صورة تذكارية للعلم اللبناني متفرداً بنفسه من دون أي علم حزبي..

لم يبقَ اليوم في ذاكرتنا سوى مشاهد البلطجة والتعنيف واستفزاز الثوار والناشطين وفبركة الملفات بحق الناشطين..

فالسلطة اغتالت الثورة، اغتالتها بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع وبقوات مكافحة الشغب وبحرس مجلس النواب “الأوادم”..

أما اليوم، فالمطلوب منا أن ننتفض مجدداً على نار “جهنم” التي رمانا فيها “بي الكل”.. فمع كل الإحباط شعلة 17 تشرين ستبقى متقدة ولن تنطفئ.