في ذكراها الثانية.. لماذا فشلت الثورة؟ وما علاقة 6 و6 مكرر؟

كتبت
Aya Hamdan
كتبت بشرى الوجه لـ”ليبانون نيوز”:
بعد عامين على انتفاضة 17 تشرين 2019، يتساءل كثيرون “لماذا لم تنجح الثورة؟ ولماذا لم تحقّق أهدافها؟”
مما لا شك فيه أنّ ما حصل من ترهيبٍ للمتظاهرين عبر ضربهم وحرق خيمهم، ومن ملاحقاتٍ لثوار وناشطين وتسجيل فيديوهات “السحاسيح” لهم، لعب دوراً أساسياً في التخفيف من زخم التظاهرات في بعض المناطق، وفضّها في مناطق أخرى.
وهنا لا يُمكن إلقاء اللوم على من خاف على كرامته من فيديو يُذلّ فيه، ولا على من حاول الحفاظ على حياته أو بيته من تهديدات وصلت إليه.
لكن أهم عنصر لفشل الثورة كان في شعار “كلّن يعني كلّن” الذي يُلقي بمسؤولية خراب وانهيار البلاد على كل السياسيين بالتساوي، ورغم أهمية هذا الشعار في كسر هالة القداسة التي بناها بعض الزعماء لأنفسهم طيلة أعوام مديدة، إلا أنّه حدّ من إمكانية حصول أيّ تغيير جذري.
وكانت الانقسامات الطائفية التي تسيطر على الواقع اللبناني قد عززت من فعالية هذا الشعار، ودفعت الثوار للتمسّك به أكثر وأكثر، فـ”كلن يعني كلن”، شعارٌ يمنع الكثير من السياسين من التحصن خلف طوائفهم واللجوء إلى اتهام من يهاجمونهم من طوائف مغايرة على أنهم يحرّضون طائفياً.
من هنا، أتاح شعار “كلن يعني كلن” للثوار حرية الانتقاد عبر الطوائف، غير أنّه في المقابل حافظ على النمط السياسي – الطائفي السائد، الذي يقضي بالمساواة والمناصفة الطائفية، أي 6 و6 مكرر حتى في شتم الزعماء!
باختصار، مصيبة لبنان الكبرى هي الطائفية المتجذرة في النفوس والتي تُشكِّل أهم عائق لنجاح أي ثورة. فعند إعلان أي أحد عن ثورة أو حتى تظاهرة، يُنظر مباشرة إلى مذهب الثائر ودينه، لا إلى أفكاره ومطالبه.
على هذا المبدأ توصف الثورات في لبنان، وبالتالي تُولد ميتة!
ربما كان على الثوار في لبنان أن يكونوا أكثر جرأة في صب غضبهم على زعيم طائفي دون آخر. ففي دول العالم كافة يستحيل أن نجد السياسي المثالي، فينحصر خيار الشعوب بين السيء والأسوأ.
على أي حال، ما حصل قد حصل.. والآن أمام اللبنانيين فرصة قد تكون الأخيرة لانتقالهم من جهنّم الطبقة السابعة إلى جهنّم أخف وطأة عليهم حتى عودة البلد من جديد.
هذه الفرصة يضمنها النظام الديمقراطي في لبنان رغم مشاكله، فهو لا يزال يسمح لكثير من الفئات السياسية أن تُعبّر عن نفسها، لذا يتوجّب على كل لبناني حرّ انتهاز فرصة الانتخابات، لتغيير جزء ولو بسيط من الطبقة السياسية!