الفقراء محكومون بالموت.. الطبابة للأغنياء فقط!

خاص 20 تشرين الأول, 2021

كتبت

Aya Hamdan

كتبت كارول هاشمية لـ”ليبانون نيوز”:

أوصل فساد الطبقة الحاكمة لبنان إلى كارثة صحية حقيقية، إذ أصبحت حياة المواطنين مهددة.
ما نقوله ليس تهويلاً وإنّما حقيقة، فالعديد من المستشفيات اللبنانية باتت ترفض استقبال المرضى قبل إيداعهم الأموال اللازمة في الصندوق، ما يعني حرمان الفقراء من الرعاية الصحية.

والأزمة ليست أزمة استشفاء فقط، بل هي أيضاً أزمة دواء وأجهزة تنفس اصطناعي، فمعظم الأدوية الأساسية مقطوعة أو رفع الدعم عنها وارتفعت أسعارها بشكل خيالي، أما جرعة الأوكسجين في الطوارئ فأصبحت للمحظيين فقط.

ببساطة الصحة في لبنان لم تعد من حق الجميع، فالرعاية الصحية اليوم باتت متاحة للأغنياء فقط وممنوعة على الفقراء!

الموت البطيء ينتظر اللبنانيين
في لبنان، بات يشترط على من يريد دخول المستشفى، دفع تأمين مالي. وأصبحت أغلب المؤسسات الاستشفائية تطلب من أهل المريض دفع مبلغ يقارب الـ 20 مليون ليرة مسبقاً، أي ما يساوي 30 مرة ضعف الحدّ الأدنى للأجور الذي يبلغ 675 ألف ليرة لبنانية.
فيما تسعيرة الضمان ما زالت وفق سعر الصرف 1500 ل.ل.، وعلى المواطن دفع فروقات المستلزمات التي رفع عنها الدعم، وهي جميعها فروقات بالدولار.
وهكذا أصبح فارق الـ 10 بالمئة الذي يدفعه المواطن باهظاً جداً، إذ يتم احتساب سعر صرف الدولار وفق تسعيرة السوق السوداء. ما يعني أنّ الـ10% المتبقية قد تصل في كثير من الأحيان إلى عشرات الملايين، وهذا المبلغ يعد عصيّاً على الكثير من اللبنانيين.

وبذلك أصبح المواطن أمام حلّين، أو الامتناع عن العلاج، أو تأمين المال بأيّ طريقة، وقد عمد بعض المواطنين إلى بيع ممتلكاتهم لسداد تكلفة عملية جراحية، فيما لجأ آخرون إلى سحب تعويضهم كاملاً للهدف نفسه.

في الخلاصة، الطبابة في هذا البلد المنكوب لمن لا يملك “الفريش دولار” باتت ترفاً، وما من حلّ في المرحلة الحالية إلاّ اللجوء للجمعيات والمستوصفات في حال كانت متاحة!

إذاً، هذا هو المشهد، لبنان الذي كان في غابر الأيام مستشفى الشرق، يموت اليوم مواطنوه على أبواب المستشفيات دون أيّ إمكانية لحصولهم على العلاج. ببساطة هذه هي الأيام الجهنمية التي وعدنا بها الرئيس ميشال عون.