بيروت تحت رحمة “أحزاب” المولدات الكهربائية.. استغلال واحتكار مناطقي!

كتبت
Aya Hamdan
كتبت هانية رمضان لـ”ليبانون نيوز”:
من دون سابق إنذار أصبحنا نستيقظ على أصوات المولدات الكهربائية في بيروت، هذه العاصمة الذي كان يعتبر وجود المولدات فيها أمراً استثنائياً، باتت اليوم أمام خيارين، أو الخضوع لهذه “المافيا”، أو السقوط في دهاليز العتمة.
حتّى اليوم لم يتأقلم البيروتي وفكرة الاشتراك بالمولدات الكهربائية، والدفع الشهري “المتبدل”، وما زاد الطين بلّة هو المشاكل الدائمة بينه وبين أصحاب المولدات، فلكل منهم وجهة نظره. غير أنّ الثابت الوحيد في وسط هذا الأخذ والرد هو “سطوة” أصحاب المولدات واستغلالهم لحاجات المواطنين في ظلّ العجز الكبير لـ”كهرباء الدولة”.
غير أنّ المشكلة في بيروت ليست فقط في دخول الكثير من المولدات الكبيرة، بل في “تسييس” هذه الخدمة، فأصبح كل حزب أو تيار يحتكر منطقة معينة بمولده الكهربائي، فيهيمن بهذه “النعمة – النقمة” على الساكنين!
وفي هذا السياق يسرد ابراهيم وهو البيروتي الذي يسكن في منطقة برج أبي حيدر معاناته اليومية، قائلاً لـ”ليبانون نيوز”: “مع الانقطاع الدائم للكهرباء قررت تركيب اشتراك. وعندما سألت الجيران عرفت أنّ هذه المنطقة خاضعة لسيطرة صاحب مولد واحد ولا يسمح لغيره بالتركيب فيها. ولما ذهبت إليه كي أستفسر أخبرني ودون مقدمات أنّ تكلفة الإمدادت تدفع بالدولار الأميركي أما التسعيرة الشهرية التي أعلمني بها فكانت مخالفة لتسعيرة الدولة وباهظة جداً، ما دفعني لأن أعيد حساباتي بالموضوع فأبلغته بذلك وقلت له أني سأعاود الاتصال به لاحقاً حينما أحسم قراري”.
ويضيف ابراهيم: “المفاجأة كانت في جوابه، إذ قال لي إنّه لا يضمن إمكانية مدّ خط لي في اليوم التالي، إذ سيكون هناك مشترك آخر قد حظي بهذه النعمة”، متابعاً: “في اليوم التالي كنت أخبر أصدقائي بما حصل، فاندفع أحدهم وأخبرني أنه يعرف المسؤول الحزبي في المنطقة و”بمون عليه”، وسيتصل به، وبالفعل بعد الاتصال حظيت بواسطة حزبية، فحصلت على الاشتراك بتسعيرة أرخص ودون الدفع بالدولار”.
“السلبطة” في مسألة المولدات في بيروت لم تقتصر على التسعيرة واحتكار المناطق، بل وصلت الوقاحة بهؤلاء الحزبيين، إلى منع بعض السكان من شراء مولد صغير لبيوتهم!
فيما تمكن سكان مناطق أخرى، كان فيها أصحاب المولدات أحسن خلقاً، من الاستعانة بمولد صغير يكفي لإنارة البيت، وفي هذا السياق يقول أبو محمد الذي يملك متجراً لبيع الأدوات الكهربائية ومولدات الطاقة في بيروت لـ”ليبانون نيوز”: “لقد ازداد الطلب كثيراً على شراء المولدات الكهربائية، وعلى تصليح المولدات القديمة أيضاً”.
باختصار المولدات الكهربائية في لبنان عامة، وفي بيروت خاصة، أصبحت عبارة عن “مافيا” تسرق المال من المواطن اللبناني ومن “تم ساكت”، والكارثة الأكبر أنّ هذه “المافيا” محمية من الدولة اللبنانية.. وأنّها تسعى أيضاً لخوض الانتخابات النيابية!